الخميس، 2 يناير 2014

ثقافة الحوار


الحوار في اللغة : هو الرجوع عن الشيء واليه
والمحاورة هي مراجعة الكلام والمنطق في المحاورة
اما في الاصطلاح فالحوار هو نوع من الحديث بين شخصين او فريقين يتم فيه تبادل الكلام والاراء بطرقة متكافئة فلا يستأثر به احدهما دون الاخر ويغلب عليه الهدوء والابتعاد عن الخصومة والتعصب
والحوار بتعريف اخر هو تناول الحديث عن طريق السؤال والجواب بين طرفين بشرط وجود وحدة للموضوع الذي يتم السؤال حوله وقد يتم التوصل الى توحيد الرؤيتين وقد لا تتم
والحوار هو مناقشة جادة الهدف منها الوصول الى الحقيقة عن طريق طرح وجهات النظر وكافة الاراء سعيا وراء الحقيقة التي يبحث عنها اطراف الحوار الذين يجب عليهم الاستعداد لتقبل الحقيقة اين ما ظهرت
حتى لوكانت مع الخصم في المناقشة
واخيرا الحوار هو ادب تجاذب الحديث وتبادل الاراء باسلوب علمي بحثا عن الحقيقة
والحوار انواع اهمها
1 – حوار بين طرفين ينتهي بقناعة احد الاطراف بالرأي الاخر
2- حوار بين طرفين ينتهي بعدم قناعة احد الاطراف بالراي الاخر
والحوار لا يكون الا بوجود الطرف الاخر ( اي الطرف المختلف )
ويكون من خلال طرح الافكار والمعطيات التي يقوم عليها رأي كلا الطرفين والانفتاح على افكار الطرف الاخر لفهم موقفه لان من المستحيل ان يكون تفاهم بدون فهم للافكار التي يطرحها المقابل
وقد ثبت في الثقافة الاسلامية ان من اجتهد واصاب فله اجران اجر الاجتهاد واجر الاصابة ومن اجتهد ولم يصب فله اجر الاجتهاد وبذلك اشارة عظيمة الى وجوب التحرك والاجتهاد حتى وان كانت المسألة معقدة وحتى وان كنت على يقين بانك لن تستطيع فواجب عليك ان تجتهد عساك ان تكون متميزا عن الاخرين في ايصال فكرة الى طرف اخر
من كل هذا يتضح ان الاجتهاد هو عمل فكري انساني مفتوح ولا يملك قدسية الكتب السماوية ولا ثابت بل انه بل هو عمل انساني فكري محدود وكذلك متغير
ومن مقومات المحاور الناجح ان يؤمن بوجود الطرف الاخر وبافكارة وتطلعاته حتى وان كان مختلفا معه حتى وان كانت طروحاته فيها شيء من الغرابة فلقد ذكر لنا القرأن الكريم ان نبي الله ابراهيم عليهم السلام سأل الله ان يريه كيف يحيي الموتى وهو سؤال لو سألته لاحد ما في هذا الزمان لقال لك انك لمجنون ولكن الله سبحانه وتعالى لم يقل لنبيه ابراهيم عليه السلام ذلك وانما كان جوابه استفهاميا وهو اعلم بما يدور في خلد ابراهيم عليه السلام ومع ذلك وحتى نتعلم الاساليب الراقية للمحاورة قال له الله سبحانه او لم تؤمن ؟ ومن جديد لم يتعصب انبي ابراهيم عليه السلام من اجابة السؤال بسؤال اخر ولكن قدم اجابة واضحة جلية فقال جوابا بلا ومن ثم اردف مباشرة بالسبب من وراء سؤاله وهو ليطمئن قلبي ولما توفر السبب من وراء السؤال اتاه الجواب الذي اطمئن قلبه به وهو الطريقة التي ذركرت في القران الكريم والخطوات التي عملها ابراهيم عليه السلام ليطمئن قلبه بالايمان وقد ارتقى النبي ابراهيم عليه السلام بايمانه وشدة طاعته لله الى درجة الخليل فهو خليل الله ونبيه وذلك لما ترسخ في قلبه من شدة الايمان وليس موضوعنا اليوم عن الايمان ولكن الشاهد من ذلك هي المحاورة العظيمة التي حدثت
ولم تكن هذه المحاورة العظيمة التي سطرت ارقى المفاهيم في عالم الحوار هي الاولى بل قد كان من قبلها الكثير والكثير ومما قد كان قبلها هي المحاورة التي حدثت بين الله سبحانه وتعالى وبين ابليس وابليس هو احد المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى ولكنه عصى امر خالقه فلم يصدر عليه اي احكام مسبقة الا بعد ان حاورة وسأله عن سبب معصيته ولم يقل بانه عصاني وانكر نعمتي ومعروفي عليه او لم يقل بانه اقل شأنا مني بل سأله وحاوره
ولله المثل الاعلى
وعليه فاننا نؤمن بان الحوار كالصداقة لا يولد لا بالضغط والاكراه و لا بترهيب الاطراف الاخرى بل انه حوار عقول متفهمة وافكار راقية
كما يجب على ان ننظر الى الشخص الذي نتحاور معه الان لا ان نبني نقاشاتنا معه على ماكان من من اراء قديمة فقد يكون هذا الشخص قد عمل على تحديث افكاره وعقليته فلنحاوره بما هو عليه اليوم مع ايماننا به لان طرفي الحوار يبحثان عن الحقيقة المنشودة فلربما وصل الطرف الاخر الى الحقيقة الحقيقية قبل ان اصل انا اليها والحقيقة الحقيقية لسيت هي التي ارها انا وحسب اعتقادي فلربما كنت قريبا منها او على وشك ان اصل او لربما كانت الحقيقة هي عكس ما اقول تماما فانا انسان ولست معصوما من الوقوع في الخطأ ولكني احاذر دوما من الوقوع فيه ولكن الحذر لا يجدي نفعا في كثير من الاحيان
ويكون الحوار احيانا لايجاد حل لازمة
واحيانا للحيلولة دون وقوع ازمة
واحيانا لعدم حدوث انفجار في ازمة قد وقعت
واحيانا لاحتواء مضاعفات ازمة قد وقعت وانفجرت
اذا يجب ان يكون هنالك حوار دائما لتستمر الحياة
ومن الاسباب التي تؤدي الى فشل اكثر التحاورات ما يلي :
إعجاب المرء بنفسه .
حب الشهرة والثناء .
-ظن المتحدث أن ما يأتي به جديد على الناس .
- قِلَّة المبالاة بالناس في علمهم ووقتهم وظرفهم .
والذي يبدوا أن واحداً منها إذا استقر في نفوس السامعين كافٍ في صرفهم ،وصدودهم ، مللهم ، واستثقالهم لمحدِّثهم .
وكلنا يعلم بأن للمتلقي حدّاً من القدرة على التركيز والمتابعة إذا تجاوزها أصابه الملل ، وانتابه الشُّرود الذّهني . ويذكر بعضهم أن هذا الحد لا يتجاوز خمس عشرة دقيقة .
ومن الخير للمحاور أن يُنهي حديثه والناس متشوفة للمتابعة ، مستمتعة بالفائدة . هذا خير له من أن تنتظر الناس انتهاءه وقفل حديثه
واخيرا لابد من الحوار
في أي زمان
وفي أي مكان
وتحت أي ظرف
لا بد من الحوار لانه الحل ...

احمد 
2 يناير 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق